موازين الجرح والتعديل

التربية والتعليم

فهذه مقدمة علمية لكتاب "موازين الجرح والتعديل"، الذي يتناول أحد أهم وأدق العلوم الشرعية، بل هو حجر الزاوية في حفظ الدين ونقلة، وعلم الجرح والتعديل.
أهمية الموضوع وأصل التسمية:
لقد أناط الله تعالى مسؤولية نقل هذا الدين بأمته، وجعلها خير أمة أخرجت للناس، ومن مقتضيات هذه الخيرية: العدالة والضبط. ومن هنا نشأ هذا العلم الجليل، علم "الجرح والتعديل"، الذي هو الميزان الذهبي، والضابط الأصيل لرواة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• الجرح: هو نقد الراوي بما يقدح في عدالته أو ضبطه، مما يترتب عليه رد روايته.
• التعديل: هو نقد الراوي بما يثبت عدالته وضبطه، مما يترتب عليه قبول روايته.
فالجرح والتعديل كفتي ميزان، لا تستقيم إحداهما بدون الأخرى. والعدل أن تكون كفة التعديل هي الأصل، حتى يثبت ما يقلبها، فالحكم على الناس بالعدالة هو الأصل، حتى يتبين خلافه.

الأسس والمقاصد:
لم يكن هذا العلم فوضى أو اتهاماً عشوائياً، بل هو علم قائم على أصول مضبوطة، وشروط محكمة، ومقاصد سامية، منها:
1. حفظ الشريعة: فهو حصن منيع يحمي نصوص الوحي من دخول ما ليس منها، أو تحريف ما هو فيها.
2. العدالة والإنصاف: فالنقد ليس غاية في ذاته، بل وسيلة للوصول إلى الحق، والإنصاف للمقبول والمرذول.
3. التثبت والتحري: فالناقد العالم لا يتسرع في الحكم، بل يتثبت ويدقق، عملاً بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}.
4. الورع والتقوى: فالناقد يحمل أمانة عظيمة، فهو يحكم على أقوال وأفعال رواة قد يكونون من الصالحين، مما يتطلب ورعاً شديداً وخشية من الله.

محبي الشيخ حذيفة القحطاني

1

2025-12-051:20 AM

application / pdf

1073400

التعليقات